مع بداية العام القادم تختصر امنيات الشعب, حيث يريد البعض ان تكون هذه السنة مليئة بالخير واليمن ومنهم من يقول نريدها (سنة امن وامان) وآخرين يدعون بأن تكون هذه السنة فيها رزقاً وفير, والبعض يتمنى ان تكون (بناء وعمران)..!!
المشكلة ان هذه الامنيات مع حجم الواقع يصبح فيها تضراب نوعي وكمي , فالامنيات هي سلاح الشعب والواقع اصبح سلاح السياسيين واصحاب القرار..!!
كل شخص من هذا البلد يتمنى شيئاً مفتقده ويريد الحصول عليه..؟
فخريج الجامعة يتمنى ان يحصل على وظيفة والحكومة في موازنتها القادمة (عطلت التعيينات)..!!
واصحاب الدخل المحدود من الطبقة الوظيفية يتمنون زيادة رواتبهم والحكومة في موازنتها القادمة تفكر في (زيادة الاستقطاع الضريبي)..!!
والاسر الفقيرة تتمنى ان ترى زيادة في التيار الكهربائي حتى تنعم به, حالها كحال سائر الشعوب الاخرى.. والحكومة قررت (خصخصة) الكهرباء وجعلها مستثمرة..!!
اما النازحون فأمنيتهم مؤلمة حقاً.. حيث يريدون العودة الى ديارهم وتعوضيهم بالمال لكي يبنوا اراضيهم وبيوتهم بعد ان حل بها الدمار والخراب.. والحكومة اعلنت عن عجز الموازنة القادمة وأجلت موضوع التعويضات والبناء..!!
حقيقة ان الامنيات كثيرة والجميع يريدها ان تتحقق, ولكن مع وجود نفس الوجوه (الفاشلة) و (الفاسدة), فلا توجد امنية تتحقق, والسبب هو الاختيار الخاطئ لعامة الشعب والوقوع بنفس الاخطاء السابقة في عملية الانتخابات واختيار الشخصية المناسبة التي تقدر ان توفر جزاً بسيطاً من امنيات اغلبها (مشروعة) وواجبة التفعيل.. ولكن مع الاسف نفتقد الان رجالات حقيقية تستطيع ان تغير الواقع المرسوم من قبل تلك الزمر الملعونة التي مكثت على قلوبنا (14) عاماً بفساد وتخلف ودمار.
هذا البلد الصانع للحضارة و الرائد للثقافة اصبح الان في ظلمات التَهميش وجعل الجميع يقول اين (المنقذ) ولايعلم الفرد ان المنقذ الحقيقي هو (التكاتف) بين الجميع واعلاء كلمة الحق ضد الفاسدين وقولها في وجوههم.
اننا لغاية الان لانعلم من الفاسد (الشعب) ام (الحكومة) فالاثنان ينادون بالاصلاح والقضاء على البطالة والتردي والمحسوبية والمنسوبية..!!
الطامة الكبرى ان اغلب السياسيون يروجون عن برنامجهم الانتخابي بنفس (النهج) السابق (بطانية, وزيارة وصور, وفيس بوك.. واقاويل كاذبه..الخ) والشعب نفسه (يطبل) و(يزمر) لهم.
والادهى من ذلك أَصبح كل من هَب و دَب يمارس السياسة و يدعي تبحره في فنونها بعد أَن أَصبح بعضهم يَتَحَدث نِيابة عن شَعب بأَكمله, كأنه الرب والشعب هو العبد الفقير.
دعايات انتخابية فاشلة مبطنة بنفس الآلآعيب التي مارستها القيادة السياسية في البلد.
فمنهم من بدأ يتجول على الشيوخ والعشائر ومنهم من يذهب للمدارس والكليات ومنهم من يدعوا الشباب وغيرهم الى ندوات ومؤتمرات لاترى منها نفعاً سوى ان يلتقطون صوراً للقاعة الفاخرة ويأكلون الحلوى وقطع الكيك وينتهي كل شيء فيها, وحسب ما يرويه احد الحاضرين الى تلك المجالس حيث يقول ذهابنا نحن الشباب هناك لسماع الموعظة والنصح (المزيف) واكل (قطع البسبوسة) وشرب العصير, وبعدها يتجمهر الجميع بالتقاط صور (السيلفي) مع الشخصية الوطنيةٍ!! ويعودون ادراجهم..
لانعرف ماذا جرى لتلك الشخصيات (المتلونة) التي انخدعنا فيها عند قدومها الى هذا البلد, هل ان الدولة تقاد بتلك التصرفات الخجولة التي اصبحت محل استهزاء للجميع..؟؟ وهل ان الدلالية المتبعة في الشارع لـ كسب واستجداء رضى الناس.. تنفع..؟؟ بعد نهب وسلب بـ (حجة الدين) والضحك على عقول الفقراء..؟ اسئلة كثيرة.؟
يكون الجواب فيها عند تلك الشخصية التي توزع (البسبوسة) في مقرها..!!